الصدق هو: اعتقاد الحق وقوله والعمل لله بمقتضاه وهو صفة كريمة وخصلة عظيمة تدل على سلامة الفطرة لدى المتصف بها وثقته بنفسه، ويكفي للدلالة على منزلته أن النبي صلى الله عليه وسلم لقب بالصادق الأمين، وأن الإيمان كله صدق في القول وتصديق بالحق وعمل بمقتضاه ، وكم في الكتاب والسنة من النصوص الصحيحة الصريحة التي تحث على التحلي بالصدق واللحاق بركب أهله، ففي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال؛(عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً)، وفي التنزيل يقول الله سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)،
ومما زاد من شأن الصدق إن الله تعالى أثنى به على نفسه الكريم بصدق وعده ونصر عبده وصدق الحديث والقول، وأثنى على رسله بالصدق والتصديق وأثابهم على ذلك رفعة الدرجة وعلو المنزلة عنده وجعل لهم لسان صدق في الآخرين وجعل سبحانه الصديقين في منزلة تلي النبيين والمرسلين تنويهاً بمقامهم وإشادة بفضلهم وتنبيهاً على عظم ما خصهم الله تعالى به من النعم الدينية والدنيوية وكانوا بذلك سادات الخلق في الدنيا والآخرة بعد النبيين وما ذلك إلا لسبب تصديقهم للنبيين وعملهم بما جاؤوا به من الحق المبين، كأبي بكر الصديق _ رضي الله عنه _ الذي سمي بالصديق لأنه صدق النبي صلى الله عليه وسلم عندما أُخبر بالإسراء والمعراج، كما أنه أول من أسلم من الرجال،،،
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد و على آله وصحبه وسلم ...