الكتاب نعم الجليس والعمدة، ونعم الأنيس ساعة الوحدة، والكتاب وعاء ملئ علماً، إن شئت كان أعيى من باقل، وإن شئت كان أبلغ من سحبان وائل، وإن شئت سرتك نوادره، وشجتك مواعظه.
وبعد فما رأيت بستاناً يحمل في ردن، وروضة تنقل في حجر، ولا أعلم جاراً آمن، ولا خليطاً أنصف، ولا رفيقاً أطوع، ولا معلماً أخضع، ولا صاحباً أقل إملالاً من كتاب.
من هو الجاحظ:
هو أبو عثمان بن بحر الجاحظ، ولقب بالجاحظ لأن عيناه كانتا جاحظتان، وهو عربي من كنانة، ولد بالبصرة، وفيها نشأ وتأدب وأخذ الأدب والنحو من علماء عصره، وتلقف الفصاحة من العرب شفاها، وله عدة تصانيف منها: الحيوان، والبيان والتبيين، والبخلاء.
في جوء النص:
يعدد الحاجظ عدداً من مزاياً الكتاب، وهي باختصار: الاعتماد عليه، وأنيس ساعة الوحدة، ومملوء بالعلم إذ شببه بالوعاء المملوء بالعلم،ومملوء بالنوادر والمواعظ،وفصيح وبليغ، وشبه الجاحظ الكتاب بباقل وسحبان، ( وهما شخصان مشهوران في العهد الأموي، باقل مشهور بالضعف عن التعبير، وسحبان مشهور بالبلاغة والفصاحة)، وقد امتدح الجاحظ الكتاب بقوله ( الكتاب نعم الجليس والعمدة، ونعم الأنيس ساعة الوحدة)؛ وذلك ليبين أن باستطاعة الكتاب أن يكون صديقاً معتمداً عليه، وبنفس الوقت يكون مسلياً وقت فراغك بما يفيدك، كما أن الجاحظ في قوله ( وبعد فما رأيت بستاناً يحمل في ردن وروضة تنقل في حجر) يبين أن الكتاب صغير حجمه عظيم قدره فهو كالبستان الذي يحوي أصناف مختلفة من الأزهار والثمار.
وأخيراً أورد الجاحظ مقارنة بين الكتاب والإنسان، واختار الحاجظ في آخر النص لفظ (من كتاب) ولم يختر (من الكتاب)؛ لأن لفظ (من كتاب) أعم وأشمل فهو لا يقصد كتاباً معيناً، بل أي كتاب نافع.من فوائد الكتاب:
1/ التزود بالعلم النافع( نمو المعلومات).
2/ توسعة الثقافة.
3/ نمو الحصيلة اللغوية.
وشكراً